التحية بحجم السماء إلى المرأة في عيدها العالمي المجيد!!



منذر علي
2025 / 3 / 8

السلامٌ على المرأة، روح الحياة وجوهر الوجود، وهي تمضي في دروب العالم حاملةً شُعلة الأمل بين كفّيها. السلامٌ على المرأة، التي هي نَغْمَة في لحن الخلق، وشعاعٌ في ظلمة الطريق. السلامٌ على المرأة في عيدها، في كل صقعٍ من أصقاع الأرض، وفي كل ركنٍ من أركان الكون الذي صنعته يداها بعناية الأم، وحنان الحبيبة، وحكمة المعلمة.
السلامٌ على المرأة اليمنية والعربية والعالمية، التي تنحدر من كل الثقافات والأعراق، وتجمع في قلبها الكبير كل ألوان الإنسانية. السلامٌ على المرأة الأم، التي تغرس في قلوب الأجيال الناشئة بذور الحب والخير، وعلى المربية الفاضلة التي تُنير دروب العقول بالمعرفة، وعلى العاملة التي تسهر على راحة المرضى في المستشفيات، وتُرطب جراح كبار السن في بيوت العناية، كأنها ملاكٌ هبط من السماء ليخفف عن الأرواح أثقالها.
السلامٌ على المرأة العاملة في المصنع، التي تنسج الخيرات بعرق جبينها، وعلى الفلاحة التي تحرث الأرض وتغرس البذور، فتُخرج منها خبز الحياة. وسلامٌ على المرأة المثقفة، التي تُشعل شموع الفكر، وعلى الفنانة التي تصوغ من الأحلام أجنحة نطير بها إلى عوالم الجمال.
السلامٌ على المرأة المكافحة، التي تمضي في معركة الحياة كفارسٍ نبيل، تطالب بالعدل في الأجور، والمساواة في التعليم، والمكانة السياسية، والاجتماعية، والإنسانية. المرأة التي تصنع من نضالها قصيدة أبدية تتغنى بها الإنسانية.
السلامٌ الخاص، العميق كأعماق البحار، على المرأة التي تسعى بلا كللٍ لتحقيق الحرية والعدالة، التي تجعل من الأرض واحةً للحب والسلام. السلامٌ على روح الشهيدة التي بذلت حياتها قربانًا للحرية، وعلى المناضلات اللواتي حملن أرواحهن على أكفهن ليضيئن دروبنا.
السلامٌ على روح الاشتراكية الجليلة، روزا لوكسمبورج، التي أطفأت النازية الألمانية نورها، ولكنها لم تستطع أن تطفئ وهج روحها الخالد. السلام على نساء غزة، والسلامٌ على شيرين أبو عاقلة، الشهيدة التي واجهت الفاشية الصهيونية بشجاعة الكلمة، فكانت صوت الحقيقة حينما خرس العالم.
السلامٌ على روح المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، التي صمدت كجبلٍ شامخ أمام عواصف الاستعمار الفرنسي، وواجهت التعذيب بصمتٍ أبلغ من كل خطاب. وسلامٌ على أنجيلا ديفيس، التي في قلب الإمبريالية الأمريكية رفعت راية الكفاح ضد العنصرية والظلم، ودافعت عن كرامة الإنسان، مهما كان لونه أو أصله.
والسلامٌ على روح المناضلة اليمنية عائدة علي سعيد اليافعي، التي صنعت من نضالها سفينةً قادت شعبها نحو الاستقلال، وعلى فيليتسيا لانجر، التي وقفت في وجه الظلم الصهيوني، ودافعت عن الأسرى الفلسطينيين، بينما كان بعض من سُمّوا قادةً يتآمرون في الخفاء.
إليكِ، أيتها المرأة، جذع الإنسانية العظيم، شجرة الحياة التي تمد جذورها في أعماق الأرض، وتبسط أغصانها في السماء. أنتِ الظل الذي يحتمي به الأطفال، والدفء الذي يملأ الشتاء، والنور الذي يبدد ظلام العالم. أنتِ الحب الذي يداوي القلوب، والسلام الذي يسكب الطُمَأنينة في أرواح المتعبين.
السلامٌ على الرفيقات والصديقات في كل مكان، اللواتي يمضين جنبًا إلى جنبٍ معنا، في دروب النضال الطويلة. سنواصل معًا، يدًا بيد، مسيرة الكفاح من أجل الحرية، ومن أجل الكرامة الإنسانية، ومن أجل وطنٍ موحد، وعادل، يعمه السلام.
عيدًا سعيدًا أيتها المرأة العزيزة في كل مكان. أنتِ النبض الذي يحيي الأرض، والأمل الذي لا يموت.