-مع الطبقة العاملة؛ ضد النظام الأبوي- الحزب الشيوعي الدولي



شبكة اليسار الشيوعي
2025 / 3 / 8

تعاني واحدة من كل ثلاث نساء في العالم من العنف الجسدي أو الجنسي. وغالباً ما تأتي هذه الاعتداءات على يد أولئك الذين يدّعون محبتهن، في تأكيد متطرف للحق الأبوي، لدرجة أن العديد من النساء يعشن في خوف من التعرض للقتل داخل جدران منازلهن. لا يمكن للمرأة أن تنعم بالحرية والحماية إلا بعد أن تحل مشاكلها السكنية والمعيشية.
الحروب والمجاعات والبطالة تزيد من معاناة النساء. في أفغانستان وأوكرانيا وفلسطين وسوريا وهايتي والسودان والعديد من البلدان الأخرى، يشكل العنف جزءًا من الحياة اليومية للطبقة العاملة، وبالأخص للنساء. وستزداد هذه الوحشية مع اندلاع حروب التقسيم العام للعالم الرأسمالي. إن تاريخ الحروب العالمية - الناتجة حتمًا عن الأزمات الرأسمالية، كما هو حالنا اليوم - هو أيضًا تاريخ العنف ضد المرأة، وهو نتيجة طبيعية للحرب.
ومع تفاقم أزمة النظام الرأسمالي، يتم دفع النساء - اللواتي عانوا في أوقات السلم من الوحدة وقلة التضامن وأجبروا على الدفاع عن ظروفهم الشخصية - خلال الحرب لمحاربة بعضهن البعض، تحت رايات قومية مزيفة، تخفي وراءها كل طبقة بورجوازية أهدافها المتمثلة في الربح الرأسمالي المحض.
واليوم، بينما لا يزال السلام يسود الدول البرجوازية الكبرى، فإن نسبة الرجال العاملين تبلغ 69 بالمئة مقابل 46 بالمئة للنساء العاملات. تتقاضى النساء 78 بالمئة مما يتقاضاه الرجال: لا يزال مبدأ ”الأجر المتساوي لساعات العمل المتساوية“ بعيد المنال.يعد هذا التفاوت ظاهرة قديمة ستستمر إلى الأبد في ظل الرأسمالية لأن هذا هو المصير الذي يتم فرضه على النساء.
حتى أن الأنظمة الرأسمالية الحديثة والعظمى - التي تستبيح كل الفظائع لتحقيق طموحاتها الإمبريالية - تحارب بشراسة لتلبية احتياجاتهم من العمالة الرخيصة من أجل الحفاظ على نصيبهم من السوق العالمية، ولهذا الغرض يلجأون إلى قمع النساء العاملات.
وما أكثر الـ"منظمات غير الحكومية" المفترض منها الدفاع عن المرأة ولكنها في أغلب الأحيان تمتنع عن تنظيم النضال وتعمل، في أفضل الأحوال، على مستوى المساعدات فحسب، في حين أن الحركات النسوية الانتهازية أو تلك التابعة للبورجوزية الصغيرة لا تكتفي بوضع العمال الذكور في مواجهة العاملات الاناث فحسب، بل تستبعد في الكثير من الأحيان النساء المتحولات جنسيا والمهاجرات كذلك.
لن يأتي الحل لا من السياسات البرجوازية ولا من الأعمال الخيرية البرجوازية! وحدها الطبقة العاملة هي القادرة على النضال في سبيل الدفاع عن ظروف المرأة العاملة!
إن تنظيم النساء في اتحادات نضالية وطبقية أصيلة سيزيد من وعيهن وقوتهن، كما سيساعد رجال الطبقة العاملة على التغلب على تحيزاتهم الذكورية.
كما أن النقابات العمالية القائمة على أساس طبقي ضعيفة جدًا اليوم ويرجع ذلك جزئيًا إلى الانقسام الجنسي والعرقي للقوى العاملة: فغضب العمال على أوضاعهم، والذي يجب أن يؤدي إلى إضرابات أكثر وأكثر انتشارًا، يتم تشتيته من خلال الخطاب القومي المعادي للهجرة، ويتم النظر بازدراء إلى مسألة المرأة المصيرية.
تستمد الطبقة العاملة قوتها من تعدادها ومن تنظيمها، وفي نهاية المطاف من القيادة السياسية للحركة النقابية التي تفي بهذا الغرض على أفضل وجه. ولهذا السبب تبذل البرجوازية كل ما في وسعها لإبقاء طبقتنا منقسمة، ولهذا الغرض، فإن إحدى أدواتها الأساسية هي النقابات العمالية الكبيرة المتعاونة، التي تقودها أحزاب موالية للاقتصاد الرأسمالي وأنظمته السياسية.
لن يتم القضاء على النظام الأبوي إلا عن طريق الشيوعية. لكن الطبقة العاملة لا تؤجل كفاحها ضد هذه الرواسب الوحشية. فهي اليوم بالفعل تطرح هذه المسألة، وهي تلزم النقابات بالدفاع عن وضع العاملات وتخلق هياكل ثابتة في النقابات خصيصًا لهذا الغرض.
ان اتحاد العمال يرتقي فوق التقسيمات الجنسية والقومية والدينية والميولية الجنسية كافة، وفي صفوف النضال المتساوية، بالاضافة إلى مساعدة الرجال على التخلي عن مزاعم الذكورة التافهة، سيمنح النساء الأساس المادي والفكري لحماية أنفسهن. من خلال التضامن، سنخوض الحرب الشريفة الوحيدة، وهي الحرب الطبقية، في أماكن عملنا، في الشوارع، في بيوتنا، وأخيرًا في عقلياتنا.
تحت قيادة الحزب الذي يعارض كل أشكال الاضطهاد، الحزب الشيوعي العالمي، ستتمكن الحرب الطبقية من النجاح في تحرير الظروف المادية اللازمة للقضاء على النظام الأبوي الذي لا يزال يدس السم في الحياة الاجتماعية برمتها.
إن تحرر المرأة يتزامن مع تحرر الطبقة العاملة بأكملها ويتطابق معه بل ويشكل شرطًا لتحرر الطبقة العاملة بأكملها.


النص الأصلي:
https://www.international-communist-party.org/OtherLanguages/All_Lang/2025/March_8.htm