لنقف في صف نضالي واحد لإسقاط تعديل قانون الأحوال الشخصية ولتطوير الحركة الثورية للنساء



منظمة البديل الشيوعي في العراق
2025 / 3 / 8

بمناسبة الثامن من آذار

يحل علينا الثامن من آذار، يوم نضال المرأة العالمي، هذا العام، ونساء العراق يمرّن في منعطف تاريخي خطير، وتحدي مصيري لحقوقهن وحرياتهن، وذلك بعد ان تكاتفت قوى الإسلام السياسي والطائفي والقوى القومية على امرار التعديل الرجعي لقانون الأحوال الشخصية 188، ضمن صفقة ثلاثية داخل البرلمان في 21 كانون الثاني 2025، والذي يعد جريمة بالضد من نساء وأطفال العراق وتتويجا للسياسات الرجعية لسلطة المليشيات والنظام السياسي لما بعد 2003.
لقد شنت أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة هجوما عنيفا وشرسا،، من اجل امرار هذا التعديل، وذلك بالرغم من معارضة واسعة بوجه التعديل من قبل النساء والناشطات والشيوعيين والتحررين وصف عريض من المدافعين عن حقوق المرأة من الافراد والمنظمات والأحزاب والمنظمات المدنية والمحامين والمحاميات.
فمنذ ان تسلّم الإسلام السياسي السلطة وتربع على عرش الحكم في العراق ووضع المرأة في تراجع مستمر حيث تُسلب حقوقها وحرياتها في مختلف نواحي الحياة، وان الازمة الاجتماعية في العراق تشتد وتتوسع باضطراد، مما زاد في مجمله من حالات التعنيف وقتل النساء، وتعدد الزوجات، وزواج الصغيرات، وحالات التحرش والاغتصاب، والمتاجرة بالنساء، والزواج المؤقت "المتعة"، وغيرها من اشكال قمع واضطهاد النساء والشابات والأطفال. هذا، وان امرار التعديل الرجعي للقانون يؤدي الى فرض المزيد من المآسي على النساء، لا بل ويفتح الابواب امام ارتكاب جريمة تزويج الصغيرات، من عمر 9 سنوات، وفق الفقه المذهبي.
ان هذه الهجمة على النساء والاطفال تكملة لسياسات قوى برجوازية إسلامية وقومية وميلشياتية فاسدة تحكم البلاد، وتحتكر ثرواته وتنهبها، وتتقاسمها وفق المحاصصة، وهي قوى حامية للرأسمالية، تنفذ السياسات الاقتصادية النيو ليبرالية لتقويتها وتوسيع اركانها، وذلك وفقا لاستراتيجية وسياسة البرجوازية الامبريالية العالمية ومؤسساتها.
ان معظم النساء في ظل هذه الأوضاع بتن يعيشن في بؤس اقتصادي وبطالة وتهميش اجتماعي وقلة فرص التعليم. كما، وان الجماهير تعاني منذ عقود ولا زالت من تدهور الخدمات العامة من الصحة والتعليم وخدمات الماء والكهرباء وغيرها مع تداعياتها السلبية على حياة ورفاهية النساء.
هذا، وان ازمة البطالة وسرقة الرواتب باستمرار في إقليم كوردستان قد زادت من مشقات الجماهير هناك، وجعلتها رهينة بأيدي حكومتي الإقليم والمركز، اذ تتلاعبان بمعيشتها ومستقبلها، وذلك ما اثر سلبا على جميع الموظفين والمعلمين والعمال وبالأخص النساء منهم.
مع تفاقم الأزمة الرأسمالية واشتداد الاستقطاب الطبقي الناجم عن سيادة راس المال وحركته، ومع ازدياد حدة الصراعات الجيو سياسية، وتصاعد الحركات النيو فاشية والعنصرية في أمريكا، وتتويجها بصعود ترامب الى الحكم، وتنامي الحركة القومية البرجوازية العنصرية والنيو فاشية أيضا، وبشكل متزامن، في اوروبا وامريكا الجنوبية، باتت التيارات الإسلامية والقومية الحاكمة في العراق تستفيد من أجواء المد الرجعي العالمي هذا، وذلك لتصعيد هجماتها على النساء وخنق حقوقهن وحرياتهن في العراق.
وعليه، فان نضالات النساء في العراق بالضد من القمع والاضطهاد الذي يُمارس ضدهن، وكذلك نضال الحركة الشيوعية وحركة النساء التحررية، ومع امرار تعديل القانون، بات يواجه عراقيل وصعوبات جمة.
وفي مواجهة هذه التطورات، فان السياسة الثورية الصحيحة التي بإمكانها ان تخدم نضال ومقاومة النساء عموما، وتخدم اهداف الحركة النسوية التحررية والشيوعية، هي تجذير نضالات النساء وتنظيميها على صعيد اجتماعي واسع، في كل محلة ومكان عمل، وداخل الاحياء، والسعي لتنامي حركة اجتماعية نسوية مقتدرة تتميز بالحيوية وترتبط جذريا بمطالب النساء والشابات في قلب المجتمع.
وهذا يعني، ضمن ما يعني، ان النضال النسوي عبر منظمات المجتمع المدني وتعليق الآمال على البرلمان والإصلاحات الجزئية، بات نضالا غير مثمرا بما يكفي، اذ ان هذه الهجمة البرجوازية الشرسة تدفع بالماركسيين والحركة النسوية الاشتراكية التحررية الى تبني سياسة واستراتيجية تركز على تنظيم وتطوير حركة نسوية مبنية على أساس نضال النساء المضطهدات، وبالأخص نضال الشابات العاملات، اللواتي أصبحت مكانتهن وموقعهن في مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في العراق تزداد باستمرار. وهي ترتبط اكثر فاكثر بالثقافة النضالية الثورية والاشتراكية للبروليتاريا العالمية في مواجهة هذا المد البرجوازي الرجعي عبر انخراطها بديناميكيات الحياة المعاصرة.
كما وهي، وبحكم تطور الوضع الجديد، وتشديد الخناق على تلك الفئة الشابة من العاملات، والذي بدوره يدفع بهن نحو كسب الوعي النسوي الثوري والتحرري باضطراد، بعيدا عن البرلمانية والكوتا النسوية ونشاطات منظمات المجتمع المدني، او الانجرار خلف التيارات السياسية والفكرية الذكورية البرجوازية التي تمارس السياسة في محيط يتسم بكونه فوق المجتمع ويخص فقط السياسية البرجوازية وآفاقها وأسلوب عملها.
ان منظمة البديل الشيوعي في العراق تتبنى هذا التوجه وتلك السياسات والاستراتيجية الثورية التحررية والشيوعية لتقوية حركة نسوية اجتماعية قوية، وتسعى من اجل ان تتحول الى افق سياسي سائد داخل النضال التحرري للنساء وعلى صعيد المجتمع.
كما تناضل، في ذات الوقت، جنبا الى جنب مع الناشطات والمناضلات النسويات ومساعيهن من اجل تقوية نضالات ومقاومة النساء الفردية بالضد من القمع والاضطهاد، ومن اجل تحقيق الإصلاحات وتقديم الخدمات التي تقلل من مشقات النساء.

لنوحد نضالنا في الثامن من آذار من اجل:
- اسقاط تعديل قانون الأحوال الشخصية 188.
- تشريع قانون جديد يضمن تحرر المرأة ويؤمن حقوقها وحرياتها ومساواتها.
- تطوير نضال ومقاومة جماهير النساء بالضد من الاضطهاد والتمييز والتعنيف، وتقوية حركتهن السياسية الثورية.
- تطوير النضال الاقتصادي الموحد والمنظم للعاملات والعمال لتحقيق مطالبهم الآنية.
- تحرير المرأة من كل القيود والممارسات الرجعية التي تحرمها من حقها في الحياة وتحد من حريتها وخياراتها الشخصية ونشاطاتها الاجتماعية.
- إيقاف هجمات السلطات على المنظمات النسوية المدافعة عن حقوق المرأة وحرياتها.
تهنئ منظمة البديل الشيوعي في العراق النساء في العراق والعالم بالثامن من آذار، وتهنئ المرأة العاملة والمضطهدة في البلاد ومن مختلف الجنسيات بهذا اليوم، وتناضل بثبات وبحزم من اجل تحرر المرأة وتحقيق مساواتها.

عاش الثامن من آذار، يوم نضال المرأة العالمي
عاشت الشيوعية

6 آذار 2025