8 مارس-عيد المرأة : ليس مجرد احتفال...بل صرخة للحقوق والكرامة!



محفوظ بجاوي
2025 / 3 / 8

المرأة ليست كائناً هامشياً يُحتفى به ليوم واحد ثم يُترك فريسة للتحرش، والتعنيف، والوصاية المفروضة عليها. نطالب بقوانين صارمة تحميها من الذئاب البشرية التي تتربص بها في الشارع، والعمل، وحتى داخل الأسرة. نطالب بمحاسبة كل متحرش ومعتدٍ، وتجريم الخطابات الدينية والثقافية التي تبرر العنف ضدها أو تقلل من شأنها.

على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية، وأن تكف عن الصمت أمام الجرائم اليومية التي تُرتكب بحق النساء، من المضايقات اللفظية في الشوارع إلى التمييز في المؤسسات. يجب أن تُفرض رقابة مشددة على كل من يحرض على كراهية المرأة أو يبرر انتهاك حقوقها تحت أي ذريعة.

المرأة ليست ناقصة عقل، وليست سلعة، وليست جسداً يُراقَب ويُحاسَب في كل خطوة. هي إنسان كامل الحقوق، عقل، إرادة، وكرامة. الاحتفال الحقيقي بها يكون بضمان أمنها، بحماية الفتاة من التحرش والابتزاز، بإنصافها في القوانين، بتمكينها في المجتمع دون قيود، وبإنهاء الظلم الذي يجعلها تعيش تحت رحمة منظومة ذكورية ترفض الاعتراف بحقوقها.

إن النهوض بوضع المرأة لا يقتصر على القوانين فقط، بل يتطلب تغييرًا جذريًا في وعي المجتمع وأخلاقياته. لا يمكن تحقيق العدالة والمساواة طالما بقيت المرأة تُعامل كمواطن من الدرجة الثانية، أو يُنظر إليها بعين الريبة لمجرد أنها تطالب بحقوقها. التغيير يبدأ عندما يدرك الجميع أن كرامة المرأة ليست قضية هامشية، بل هي معيار حقيقي لتحضر أي مجتمع.

إذا كان المجتمع يريد أن يُثبت تحضره، فليبدأ أولًا باحترام المرأة وحمايتها، لا بتوزيع الورود ليوم واحد ثم تجاهل معاناتها بقية العام!