نوال السعداوي كفيلسوفة



سلوى فاروق رمضان
2025 / 3 / 9

ترتكز فلسفة" نوال السعداوي" على إنسانية المرأة وليست حقوق المرأة، فهي لم
تخصها بحق لم تخص الرجل به’ أساس فكرها المساواه بين البشر وفضح
التناقضات التي تحكم العلاقة بين الجنسين مما يؤثر على حقوق النساء والأطفال’
وفضح التناقضات بين ما يقال العالم الأول وسياساته مع العالم الثالث، مع ذلك تم
تكفيرها ِمن من اعتبروا ان القهر الواقع على المرأة والطفل هو من الدين،
كفضحها لقهر تعتدد الزوجات وزواج القاصرات والختان والظلم في توزيع
الميراث، فبتكفيرهم لها جعلوها مصطدمه بالدين وليس بالعادات الظالمة، فصاغت رؤيتها للدين بمقولة بليغة من لسان الفلاحين تقول" ربنا هو العدل عرفوه
بالعقل" قاعدة تؤكد عمل العقل وليس تطبيق النص على البشر تحت اسم المقدس وننكر المظالم التي يحدثها التطبيق الحرفي، عاملت النص الذي
فرضوا رؤيتهم عليه كمعامله "ابن رشد" ان من يتعارض مع العقل يتم تأويله، وكعادة رجال الدين لا يناقشوا الموضوع بل يكفروا ويحرضوا ويسفهوا كما فعلوا في
كتاب "المواجهة نوال السعداوى في قفص الإتهام"
ولسخرية القدر أن نوال
السعداوي ظلت تهاجم ختان الإناث وظلوا يدافعوا عنه حتي نجح نضالها وتم
إصدار قانون ضد جريمة الختان فمن كفرها وسفه منها غير رؤيته للدين ويا للعجب أصبح الدين في نظرهم هو من يرفض الختان وكما هي عادة التكفريين، لم يعتذروا لها!
ومع الإصطدام الديني بها انتهت إلى القول أن الأديان جميعها تحتاج الي التطوير
لتناسب العصر.

كانت تنتقد ما تقول عنهم فلاسفة العبودية "سقراط وأفلاطون وأرسطوا" لإنهم
طبعوا مع فكرة العبودية بقولهم أن العبد طبيعته إنه عبد والسيد هو سيد
طبيعته ذلك، كما إنتقدت فلسفة فرويد في التحليل النفسي لإنه اعتبر دونية المرأة
التي وجدها في عصره سببها عقدة الإخصاء وغيرة من الرجل وان هذا حتمية بيولوجية! وعلى الرغم من تراجعه عن هذه النظرية ولكنها كانت متسقه مع الفكر
الذكوري فسيطرت على الساحات العلمية، قالت لو أن أحدهم وجد جزيرة بها عبيد
مخصيين سيظن أن طبيعة العبد إنه رجل مخصي في كتابها العلمي الفلسفي
"الأنثي هي الأصل " التي نفت فيه مفهوم الحتميةالبيولوجية .
وانتقدت الفصل بين الذات والموضوع، الروح والعقل والجسد لإن كل هذا من شأنه
يعطينا رؤية مغايرة عن الواقع تجعلنا لا نبحث عن الأسباب الحقيقية للظاهرة.
تميزت كتابات المفكرة بالبساطة العميقة فهي تبرز وجع الناس من خلال تشخيص
حالات واقعية تعاملت معها، لذا هي من أكثر المفكرين التي تجمع حولها الشباب
والشابات،وكان ملتقى نوال السعدواي يجوب مصر .
في معركتها التنويرية لم يقف أمامها التكفيرين فقط ولا السجن فقط بل أيضا وقف
في طريقها المثقفين والنقاد كعادتهم مع الأصوات النسائية، ففي البدأ كانت تواجه
كتابتها بالتجاهل من النقاد وبرفض رؤساء التحرير لنشر قصصها لدرجة كتب د
"يحي حقي" في تقديمه أولى قصصها "تعلمت الحب" قد لا يرضى عني أساتذة النقد حين يرونني وأنا أتناول بترحيب قصة بقلم واحدة من بنات حواء!
وحتى حين تذكرها النقاد فكتب عنها "جورج طرابيشي" أنثى ضد الأنوثة، يحلل أدبها بمنهج التحليل النفسي لفرويد،ويرى نماذج النساء المقهورات التي دافعت عنهن إنها مجرد صراع الكاتبة ضد القدر البيولوجي! ويوثق الناقد المؤرخ
شعبان يوسف التهميش التي لحق بها ويقول ان مجلة المجلة في العد 66 نشرت
كتاب القصة الجدد الرجال فقط ولم تنشر شيئا عنها وهكذا المنوال في كثير من المجالات ويذكر ان المجلس الأعلى للثقافة رفض كتاب عن ابداع نوال السعداوى
كتبته فدوى مالطي دوجالس!