بعيدا عن المرأة .. قريبا من عيدها



رؤى زهير شكر
2025 / 3 / 10

رؤى زهير شُكر
كما تجري العادة مثل كل عامٍ .. تضج وسائل التواصل الإجتماعي بالتهاني والتبريكات بينما تزف الرئاسات الثلاث الامنيات ان يكون عام المرأة القادم عاما للانجازات وحصادا لعطائها، تتشاطر القوى السياسية وكتلها لتقديم المباركات المحفوفة بقوس الامنيات لتعضيد جهد المرأة وتمكينها..
في الوقت الذي يشتد ساعد المجلس الاعلى لتمكين المرأة الذي تشكل نهاية العام الماضي وتسنم رئاسته السيد رئيس الوزراء بتوصيات لتمكين النسوة ومنه انطلقت اقسام تمكين المرأة في دوائر الدولة العراقية وانبثقت منها شعبا وكلها تسعى لإظهار المرأة بالصورة التي تحلم بها القوى السياسية وتصب في مصلحتها لا في السعي وراء التمكين الحقيقي للنساء بغض النظر عن كونه تمكينا معنويا او ماديا او سياسيا ..
يختلف عيد المرأة العالمي هذا العام كونه يُصادف في شهر رمضان الكريم لذا استبقت بعض اقسام تمكين المرأة في دوائر الدولة وبعض من منظمات المجتمع المدني بتنظيم فعاليات واحتفاليات تقتصر على كلمة لمسؤول الدائرة والقسم مع تقديم (بريكات) فطور او وجبات غداء وانتهى الامر وكأن المرأة العراقية بها حاجةً لكلمة لا تُغني ولا تُسمن او لوجبة طعامٍ عابرة تُكلف ميزانية الدائرة مبلغا يكفي لاطعام عشرات العوائل والايتام ممن لايجدون فتات الخُبز لسد رمق يومهم متناسين بذلك الدور الذي تحمله على كتفها المرأة العراقية وعلى وجه التحديد المرأة العراقية العاملة في مؤسسات الدولة ودوائرها وتناسوا ايضا كلمة التمكين التي لم نشهد منها الا الحروف المُسطرة على ابواب الاقسام ..
على مر السنين لم تتطرق كلمات الرئاسات الثلاث والقوى السياسية والكتل ومنظمات المجتمع المدني وحتى اقسام تمكين المرأة في يوم المرأة العالمي لوجع الثكالى والارامل ولم نرَ استقبالا او استضافة لأرملة او لثكلى لمواساتها ولشد ازرها في مواصلة صعاب الحياة او حزمةً من التعليمات الادارية التي ترمم ايامهن وشدتها ..
كل التوصيات التي تخرج من المؤتمرات والاحتفالات التي تقام لأجل عيد المرأة وحتى من المجلس الاعلى لتمكين المرأة لم نشهد لها تفعيلا او متابعة او حرصا حكوميا جادا فمعظمها ان لم نقل اجمعها تبقى طي الورق والنسيان..
لا يختلف الواقع الثقافي عن الواقع السياسي برؤيته للمرأة وتمكينها وكما الحال ايضا الاتحادات التي تعنى بالثقافة والمثقفين والنقابات لم تُفعل اي من توصيات مؤتمراتها الخاصة بعيد المرأة للسنوات السابقة الا ان هذا العام يشهد اقامة امسية شعرية رمضانية لاصواتٍ شعرية هي اقرب للناشئة او لنقل هي بالاحرى اصواتا انتخابية تستغلها الادارات النقابية للظفر بها في الانتخابات النقابية القادمة..
وتبقى المرأة نبراسا يشع عطاءً بعيدٍ او من غيره..