![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
رقية الخاقاني
!--a>
2025 / 3 / 18
يأتي عيد الأم ليحمل في طياته أسمى معاني العطاء والتضحية، لكنه في العراق يحمل طابعًا خاصًا، إذ يتجسد في صورة الأم العراقية الصابرة المجاهدة، التي عانت من الحروب والاضطرابات، وواجهت فقدان الأبناء، وتحملت الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، لكنها بقيت صامدة، تصنع الأمل من الألم، وتغرس في أبنائها قيم الصبر والشجاعة والوطنية.
الأم العراقية ليست مجرد رمز للحنان، بل هي مدرسة في الصبر والقوة. فمنذ عقود، وهي تواجه أزمات متتالية، من الحروب إلى الحصار إلى الإرهاب، دون أن تنكسر. وقفت خلف ابنها الجندي، تودّعه بعينين دامعتين، لكنها تدعو له بالنصر والعودة سالماً. احتضنت أبناءها اليتامى بعد أن اختطف الموت زوجها في ساحات المعارك أو في حوادث العنف، ولم تستسلم لليأس، بل حملت على عاتقها مسؤولية التربية والتنشئة، لتكون أماً وأباً في آنٍ واحد.
لم يكن الطريق سهلاً على الأمهات العراقيات، فقد واجهن ظروفًا قاسية، ورغم ذلك، لم تضعف عزيمتهن. ففي زمن الحصار الاقتصادي، كنّ يكافحن لتأمين لقمة العيش لأطفالهن، وفي زمن الإرهاب، كنّ يحرسن بيوتهن بدعواتهن وقلوبهن المملوءة بالإيمان. أما اليوم، فهنّ يواصلن التحدي، ويدفعن بأبنائهن نحو التعليم والعمل وبناء الوطن، رغم كل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية.
في عيدها، لا يكفي أن نحتفل بالأم العراقية بكلمات جميلة أو هدايا رمزية، بل ينبغي أن يكون تكريمها حقيقيًا، من خلال تحسين أوضاعها، ودعم حقوقها، وتوفير حياة كريمة لها. فهذه المرأة التي صبرت وضحّت تستحق أن تعيش بكرامة، وأن ترى ثمرة جهدها في مستقبل أبنائها ووطنها.
في هذا اليوم، نقف احترامًا وإجلالًا لكل أم عراقية صابرة، لكل أم ودّعت ابنها شهيدًا، لكل أم تحملت مشقة الحياة دون أن تنكسر، لكل أم كانت وما زالت صانعة للأمل في وطن يحتاج إلى صمودها كما يحتاج إلى حبها.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|